الثلاثاء، 18 مايو 2010

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته لتركيا بان سياسة إسرائيل تدفع المنطقة إلى الحرب ، كما حذر زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي وشيك . و توقع النخالة أن تكون هناك حرب جديدة على غزة خلال الصيف القادم.هذه التحذيرات هي تحذيرات جدية من خطورة السياسة الإسرائيلية التي تدفع المنطقة إلى حرب والتي لا يستطيع احد أن يتكهن بنتائجها وانعكاساتها على منطقة الشرق الأوسط .هنالك سيناريوهات عديدة تسربت إلى وسائل الإعلام من مصادر أوروبية مختلفة حول الحرب القادمة والتي يراها الكثير من المحللين قادمة لا محالة . واحد هذه السيناريوهات الخطيرة أن تبادر إسرائيل بهجوم جوي على قطاع غزة بحيث تحدث دوياً إعلامياً تحت أي ذريعة ، وفي الوقت نفسه تكون الطائرات الإسرائيلية في طريقها لقصف مفاعل بوشهر في إيران بحيث تضمن عنصر المفاجأة وإحداث الاسترخاء الأمني والعسكري من خلال زرع الوهم في إيران وسوريا ولبنان بان الحرب الإسرائيلية تقتصر على قطاع غزة .هذا السيناريو يعتبر من القنايل الدخانية التي تحدثنا عنها في مقالنا السابق المنشور بصحيفة دنيا الوطن ، ولا عجب أن يفكر قادة إسرائيل بمثل هذه السيناريوهات نظرا للتخوف الكبير من المواجهة القادمة مع إيران وسوريا وحزب الله وكل الخطط التي تعكف حكومة إسرائيل على تنفيذها منذ شهور تنحصر تحت عنوان واحد فقط " الاستفراد بإيران " .فإسرائيل عاجزة عن مواجهة إيران وسوريا وحزب الله ومارست كل الضغوط واستخدمت أساليب الترغيب والترهيب عبر الوسطاء كي تعزل سوريا وحزب الله عن دخول الحرب القادمة . فسوريا أصبحت قوة عسكرية وتخشى إسرائيل الصدام مع سوريا لأنها تعرف النتائج مسبقا . فإذا كانت إسرائيل تتهم سوريا بدعم حزب الله الذي يشكل إزعاج لإسرائيل ، فكيف بسوريا التي تمتلك قوة عسكرية كبيرة قادرة على مواجهة إسرائيل .بالتأكيد إن الهجوم الإسرائيلي الذي نتوقعه على قطاع غزة لن يحقق أي نتائج وسيلقى نفس مصير الحرب السابقة التي تعرض لها قطاع غزة في عام 2008 عندما خرج الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بدون أن يحقق أي نتائج تذكر وحتى ساعة إعلان وقف إطلاق النار كانت صواريخ غراد تدك البلدات الإسرائيلية .كان هنالك خسائر كبيرة في صفوف المدنيين ودمار لحق بمنازل المواطنين ولكن نتيجة الحرب هي خروج الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة دون نتائج .المصادر الغربية توقعت الحرب أن تندلع في شهر مايو/ أيار الجاري وان صحت هذه التوقعات فان الحرب وشيكة .ووفق توقعات لسيناريو الحرب فان الهجوم الجوي على غزة سيكون شديدا والهدف منه أن يحدث الدوي الإعلامي اللازم للتغطية على حقيقة مجريات الحرب وهي قصف مفاعل بوشهر في إيران . وخطورة هذا السيناريو أن الجرائم التي سترتكبها إسرائيل في قطاع غزة هذه المرة ستحظى باهتمام الرأي العام العربي والدولي لوقف محدود وسرعان ما سيتحول الاهتمام إلى إيران عندما يتم الإعلان عن قصف مفاعل بوشهر وبالتالي تكمن خطورة الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه قد يكون فظيعاً لإدراك إسرائيل أن وسائل الإعلام في العالم كله ستنشغل بالحرب وتداعياتها مع إيران ولن تحظى غزة بالاهتمام الإعلامي الكفيل بكبح جماح العدوان الإسرائيلي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق